حظّ (البغال) عندنا أحسن من حظّ (الرجال)
يمنات
فكري قاسم
البغل حيوان “شاقي” بامتياز، وهو نتاج تزاوج بين الفرس وأنثى الحمار. و بشكل عام البغال لديها قوة التحمل على الجعث النفسي و الذهني و الجسدي معاً، و لديها صبر الحمار، لكنها في كل أحوالها حيوانات بلا زهو.
و إذا ما عكسنا سلوك البغال و حضورها المتكاثر في مجتمعنا العليل أصلاً، سنكتشف – وبسهولة – أن غالبية طاقات المجتمع الحقيقية و الأصيلة “مقعللة” في البيوت و البغال تشتغل و تقود بلاد إلى مناكح لا تنتهي؛ و قلك ليش حال اليمنيين مربوط هكذا في الأسطبل..؟!
على أن حظ البغال في اليمن دائماً ما يكون أكثر من حظ الرجال، و الأمر طبيعي جداً، فعندما تصبح الحظوة للبغال، تتكسر أصالة أي مجتمع كان.
في علم النفس الأمر له علاقة بذهنية الإنسان الرخيص، إذ يبحث الحاكم في اليمن دائماً عن الذات الرخيصة، و عن الطاقة الرخيصة.
الرخص، بالمناسبة، ليس مصطلحاً مادياً فحسب، بل هو أيضاً مصطلح اجتماعي يشير إلى تلك العينات من البشر، المكتنزة لديهم سمات البغال و ملامحها أحياناً، و يكفي الواحد منا مجرد إلقاء نظرة سريعة إلى البرواز الذي كان يحيط بالرئيس السابق، علي عبد الله صالح، و كذا إلى البرواز الذي يحيط الآن بالرئيس عبد ربه منصور، و إلى عديد من البراويز التي تحيط بغالبية المسؤولين الحكوميين ليعرف – عن كثب – شيئاً وجيزاً عن سيكلوجية سلوك البغال، و ملامحها أيضاً.
إذ يمكن لأولئك الشخوص الرخاص القيام – لدى هذه الصفوة أو غيرهم – بمهام البغال و هم مبسوطين و آخر فشخرة.
البغال مثل الحمير؛ لا يقولون “لا” أبداً، وتجدهم يتنطعون هنا و هناك، و يمكن أن يصبح للواحد منهم أكثر من وجه و أكثر من موقف متضاد ولاهم مؤسفين بشيء!
اليوم ممكن يكونوا مع صالح، و بكرة ممكن يكونوا مع هادي، و بعده ممكن يكونوا مع أي قادم بنفس الروح و نفس الحماس و نفس قلة المعروف، و دائماً و أبداً ستجد البغال في الصدارة، و طاقات المجتمع الأصيلة مركونة في البيوت.
حتى المجتمع نفسه، بات يتعامل مع البغال و يتعايش معها و يتبناها و يهتم بأخبارها، باعتبارهم “زقرات” و حمران عيون و يقدروا يخرجوا رزقهم من تحت الحجر… و الجياد الأصيلة تسير تدور لها بقرة تلحسها.
للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا